عدن 24/ الشاب الجنوبي المقاوم وسام سلطان عبدالقادر من أبناء العاصمة عدن متزوج ولديه خمسة اولاد.
شارك وسام سلطان مع ابطال المقاومة الجنوبية في الدفاع عن العاصمة عدن ضد مليشيات الحوثي والمخلوع صالح حتى تحررت المدينة.
حيث شارك في العديد من الجبهات منها جبهة خور مكسر والعريش وشارك في المعلا وكريتر ومعارك بجعولة وكانت بمشاركة نخبة خيرة من القادة منهم عبدالرحمن رحمة الله عليه والشيخ هاني بن بريك والشيخ هاشم السيد حفظهم الله وأيضاً بعض القادة، الحرب هذه لم تقتصر على أشخاص فقط وانما الجميع شاركوا فيها من رجال أبطال وشيوخ وشباب وأطفال ونساء.
اصيب وسام بإصابة نقل بعدها إلى خارج البلاد للعلاج وبعد العلاج عاد مرة اخرى إلى العاصمة عدن يقاتل مرة اخرى في جبهة باب المندب وشارك في معركة الرمح الذهبي وهناك اصيب الإصابة الثانية والتي تسببت ببتر قدمه اليسرى.
يروي الشاب الجريح لصحيفة ذكريات الحرب والانتصار قائلا :
في صبيحة يوم 24 مارس 2015م خرجت انا ومجموعة من شباب الشيخ إسحاق للقتال ودحر الحوثي بأسلحتنا الشخصية إذ لانملك القنابل والأسلحة الثقيلة، سلاحي نوعه (الالي كلاشينكوف) فالحوثيون كانوا يستهدفون الأطفال والناس .
مشاركتي كانت في العديد من الجبهات بالحرب فبعد سقوط مديرية التواهي اتجهت إلى العريش خور مكسر للقتال فيها ومن ثم إلى الشيخ عثمان حيث تم تعزيز الجبهات بالعديد من الأسلحة والتعزيزات قادمة من التحالف العربي لدحر الحوثيين وكانت جبهتي في المطار، واستمر القتال في هذه الجبهات إلى تاريخ 27 رمضان وقد كانت أول بشائر النصر، اجتمعنا مع العديد من القوات و بعض القيادات الكبيرة وتم ترتيب الأمور ومن ثم انطلقت إلى المعركة للهجوم على الحوثة وهناك شباب يستحقون الشكر فهم بواسل وابطال وفي ساحة المعركة مثل الاسود رحمة الله عليهم، كان برفقتي الشهيد أحمد سيف اليافعي رحمة الله عليه وعلى جميع الشهداء وذهبنا للاجتماع، وبعدها قمنا بتمشيط خور مكسر وتحديداً المطار وبعض البيوت هناك وأسرنا مجموعة من الحوثيين، فهناك كان المنظر غير عادي من كثر الضرب بمختلف الاسلحة، ثم انقسمنا إلى مجموعتين مجموعة قامت بالتمشيط عند إدارة الأمن في خور مكسر بجانب السفارات كان ذلك عند الساعة السابعة مساء ومجموعة تقوم بقطع الإمدادات عن الحوثيين، بعد ما استكملنا التمشيط ودحر الحوثة مجموعتنا ذهبت إلى المعلا وبعض الشباب تم توزيعهم إلى جبل حديد حيث دحرنا الحوثة وشباب ذهبوا إلى طريق الشارع الرئيسي ومن ثم إلى الشيخ إسحاق فقد كان التمشيط إلى غاية المغرب وهناك سقط شباب واستشهدوا وفي اليوم التالي ذهبت أنا والشباب الابطال لتمشيط مديرية التواهي وتم دحر الحوثيين إلى ساحل العشاق ومن ثم أسرنا آخر اثنين حوثيين، عندما كنت عائداً آنذاك وانا على متن المدرعة كنت أفكر بزيارة أطفالي وبيتي وأذهب إلى ساحة القتال مع الشباب في أبين ولحج وفي طريقنا بعد ما استكملنا دحر الحوثيين في ساحل العشاق وصلنا إلى منطقة الاسماك عمارة الجرادي كانت هناك اشتباكات وذهبنا للقتال مع الشباب وكان ذلك على حسب ما اذكر في تمام الساعة الخامسة والنصف عصرا، وسقط 8 شهداء وهناك انقسمنا إلى مجموعتين لدحر الحوثيين داخل العمارة الذين كان عددهم كبيراً جداً .
قصة إصابة وسام :
أصيب الجريح في تاريخ 20 / 7 عندما كان يمشط عمارة الجرادي لدحر الحوثة، ويروي لنا كيف تمت إصابته بالقول : كنا قد تقسمنا مجموعتين مجموعة تقوم بحماية العمارة من الخلف ومجموعة من الداخل وانا كنت من ضمن المجموعة التي من الداخل قتل الشباب الذين كانوا يقومون بحمايتنا من الخلف والبعض من مجموعتي خرجت من العمارة، بقيت أنا لوحدي أواجه الحوثة وسلمت امري لله وكنت أكبر (الله أكبر) وأصبت بطلقة وفجأة رأيت السماء فوقي وأحسست بشيء من جانبي وعرفت باني أنزف وحاولت التدحرج إلى جانب " برميل"
ورأيت حوثياً وعملت حالي باني نائم وبعدها أطلقت عليه النار ومات ومن ثم كان يناديني بعض الشباب وتدحرجت اليهم وأخذني واحد اسمه سامح وآخر اسمه عبدالله فقاموا بإنقاذي وإسعافي إلى مجمع المعلا والكل هناك يشكرون على ما قدموه لي من دعم وعناية وهناك ايضا التقيت بشخص يدعى خالد العولقي زميلي ووالد الشهيد عبدالرحمن العولقي فقد اسعفت إلى مستشفى 22 مايو فهناك كانت المستشفى مليئة بالجرحى والعدد كبير جداً وتم نقلي إلى مستشفى صابر لإنعاشي وكان بجانبي الشهيد أحمد الربان رحمة الله عليه بقيت في مستشفى صابر شهراً ونصف كنت آنذاك شبه مشلول ولم اعلم أنه عندي كسور في الرقبة.
في تاريخ 18 / 8 تم نقلي للعلاج في الأردن مع ثاني طائرة عسكرية تنقل الجرحى، ووصلت إلى الأردن لتلقي العلاج هناك بدعم من مركز سلمان وفي مستشفى ابن الهيثم على يد اختصاصي المخ والأعصاب د/ محمد سماحة وكانت الفحوصات والتحاليل واضحة فعندي 4 فقرات عنقية بالرقبة مكسورة وسببت لي شللاً وهناك خضعت لعملية تحت الرقبة من الامام وهي تبديل فقرات بلاستيكية وعمليات اخرى .
ومن هناك عدت إلى عدن لزيارة أهلي وأطفالي ورجعت إلى ساحة القتال في باب المندب.
المشاركة في معركة الرمح الذهبي
في رمضان نهاية 2016 م ذهبت للمشاركة في جبهة باب المندب مع القائد لؤي الكازمي رحمه الله عليه، ودارت المعارك بيننا وكانت مسافة تقدر بحوالي كيلومترين كانت تسمى معركة الرمح الذهبي بدأت المعركة في تاريخ 7/1/2017.
بعدها بيوم أو يومين وصلت إلى قرية الحرية وأنا في الشاص ومعي 9 أفراد من المقاومة هناك انفجر بي لغم تحتي لأني كنت أقود الطقم اما بالنسبة للأفراد الحمد لله لم يصابوا وهناك تم نقلي إلى مستشفى " شعب الجن " ومن هناك تم نقلي إلى عدن في مستشفى الجمهورية حيث لم اتحصل على أي اهتمام وهناك كنا نعاني من إهمال وشحة الإمكانيات والإهمال الشديد من قبل الإدارة وتم نقلي إلى دولة الإمارات لتلقي العلاج ومن تم ذهبت إلى الهند لتلقي العلاج وعملوا لي حوالي 40 عملية منها عملية في الرجلين حيث تم بثر رجلي اليسرى والحمد لله فأنا قدمتها لله تعالى.
حكومة الشرعية تناست كل تضحيات الابطال
ويتحدث الشاب المقاوم وسام عن دور حكومة الشرعية التي لم تراعِ تضحياتهم وتضحيات ابطال الجنوب قائلاً:
انا جريح واب لخمسة اطفال والشكوى لغير الله مذلة والحمد لله على مانحن عليه، فنحن نعاني انا واسر الشهداء والجرحى، من قبل إهمال الحكومة وعدم اهتمامها بمن لهم الفضل بعد الله تعالى.
الحكومة لم تقدم لهم اي دعم وأهملت عدن وتم اعطاء الترقيات لناس مختبئين تحت العباءات والرجال الذين لهم الفضل بما قدموه من دعم فداء لهذا الوطن لم يقدموا لهم أي اهتمام او حتى ترقيات او تكريم، فنقول للحكومة حسبي الله ونعمة الوكيل.
في ختام كلامه قال إنه ليس نادما على ما قدمه فهو للوطن ولأرضه عدن وقال: نعيش ونموت فدى لترابك يا عدن.