في ٧ ابريل دفنت الرياض ما تبقى من الشرعية اليمنية ، وانتجت مجلس موالي لها لا يمت الى الشرعية اليمنية بصلة ، يمكن أن نطلق علية ب " بمجلس القصر الملكي السعودي " لحكم اليمن ، وحددت وظيفته بتوقيع هدنة طويلة الامد مع الحوثيين الانقلابيين.
لا أحد ممن حضر مشاورات الرياض السعودية يستطيع يجزم انه استشير في اختيار هذا المجلس ، او رشح احد شخصياته ، حيث كانت العملية برمتها من بدايتها الى نهايته انتاج ملكي سعودي لاستكمال الفوضي في اليمن ، ورسم خارطة جديدة لميزان القوى دون مشاركة اليمنيين ، كان بعبع الحوثي هو الشماعة التي علقت السعودية عليه الضحية اليمنية لتقوم بخلسها وتقسيمها كما تشاء ، صمت الجميع مثقفين وصحفيين واعيان والاهم الدستوريين.
وعند الحديث عن مخالفة الدستور وفك عرى ما تبقى من شرعية نناضل تحت رايتها ، وان بالامكان ترميم الشرعية الحالية داخل الاطار الدستوي للجمهورية اليمنية ، اقر الجميع بعدم دستورية ما حدث ، وهي عملية جراحية ضرورية اتخلص من جثة هادي التي اصبحت عبء وعائق في طريق استعادة الجمهورية.
برغم كل ذالك كان وثيقة الرياض هشة وركيكة في الصياغة والمضمون ، ويستحيل ان تكون صيغت من خبراء سياسيين ودستورين ، تؤكد على ان هادي دستوريا او حتى بموجب وثيقة الرياض رئيساً، لانه يستحيل تفويض رئيس جمهورية كامل صلاحيته وفقا للقواعد والاعراف الدستورية ، فالرئيس إما يستقيل او يفوض جزء من صلاحيته وهما حالتان مفهومتان ، ومنصوص عليهما في الدستور اليمني ، ويمكن سبب التضارب ان صيغة مجلس القصر اتت من خارج الدستور والاجتماع الشعبي والسياسي وحتى النضالي اليمني ، وهي نتاج العقلية الملكية ، حيث اثبتت كل التجارب ان نموذج المجالس الرئاسية يؤسس للفوضى دائما ، وهي تجارب حية سواء في التاريخ السياسي اليمني الحديث او العالمي ، حيث تتنازعة المصالحة والاراء المختلفة ، فما بالك الولاءات الخارجية.
ولذا بيساطة ، استطاعت السعودية والامارات ، بدفن ما يتقى من شرعية في الرياض وشيع تلك الجثة ٥٠٠ شخصية يمنية دعيت للعزاء ، واتت بمجلس يتساوي مع الحوثي في الغطاء الدستوري ، اختفى هادي او أُخفي ، برغم بقاءه رئيسا وفقا للدستور اليمني وصيغه ابريل الرياض ، وهو سلوك مخيف لكيفة التعامل الدوني والاستعلائي مع السياسين اليمنين ، الذين وضعوا انفسهم في خدمك الاخرين ، كان العزاء الوحيد لهذا المجلس قدرته في خلق شرعية نضالية وفعلية على الارض ، وهو ما جعل الغالبية المعارضة تصمت لمنحه فرصة لاظهار هويته ، لكن يبدو بعد مرور كل هذا الوقت ان المجلس لا يمتلك قرارة ، وعاجز عن اتخاذ خطوات تستعيد الثقة بالدولة ، بل للاسف مساهم في تعميق الفوضي وصناعتها ، ويقتصر دوره فقط على الزيارات الخارجية والتعينات ، دون اي فعل حقيقي يبعث على الطمأنينة ، وفي احداث شبوة انكشف هشاشة المجلس و تخبطة ، فلا مستشارين ذو خبره ، ولا عقل سياسي يحركة ، ولا مصلحة عليا تمسك بها ، وضعت الامارات المجلس في خانه التبعية والعمالة بعد تدخلها بالطيران ، سوف يخرج المجلس ليعلن انه من استدعى الطيران الاماراتي لانهاء التمرد ، ولكن الحقيقة هو عدوان دولة اجنبية على دولة اخري ، واي تدخل له شروطة الستورية التي من المستحيل توفرها في المحلس الحالي ، واذا احلناه الى استدعاء هادي السابق فلن ينطبق علية ، الاشكالية الكبيره غياب اي بديل سياسي منظم على الاقل في الفترة الحالية ، وانشغال الكير بمصالحهم الشخصية وتسويق انفسهم بمعايير خاصة ومالية بعيد عن المشروع الوطني.
ان الكتلة الحرجة اليوم مهيئة وحاهزة ينقصها الاكسير الذي يجمع شتاتها ويوجد قواها في مشروع وطني ، ساهمت الاحزاب بسياستها الاستبدادية على غياب اي قيادات شبابية تحمل عبء المرحلة وتتصدر المشهد ، انتجت قيادات رخوة الموقف محدودية الرؤية مطلقة الولاء ، واستبعدت كل القيادات الوسطى الحية ، وهو امر تدركة السعودية والامارات وتلعب علية باريحية ، حيث استطاعت اللجنة الخاصة السعودية المسؤلة عن ملف اليمن ، توظيف العديد من القيادات المتوسطة والعليا في هذاه الاحزاب مستغلة ظروفهم المالية واحتاجهم للمنصب الحكومي والاستقرار العائلي ، وتحول الكثير منهم ومن النخب الى راقصين يعرضون خدماتهم على اي كزيونو سياسي للرفض بمقابل ، هذا الواقع منح التحالف اريحية كبيرة في السيطرة على المشهد الاعلامي والسياسي ما دفعها الى ادماج قوات الانتقالي وطارق الى مجلس القصر الجديد ، حيث استماتت هذه القوى بالدفاع عن شرعية المجلس بطريقة سخيفة ، وتفرغ المجلس لاستكمال مشروعة الخارجي ، قبل الذهاب الى مصالحة شاملة مع الحوثي بناء على ما يقره التحالف والحوثي ، اليوم لا حل الا بكتلة وطنية صلبة تعتمد على مشروع واضح المعالم ، والاهداف ، اما الصراخ عبر القنوات او التجمع في مجموعات واتس للشكوي ، فلن يحل مشكلة ، ولن يغير واقع ، اعتقد مهم منح الشباب النظيف فرصة ليقوم بدورة ،من خلال الدفع به الى وتجهة الاحداث ، فمواجة الاحداث المستقبل ببقايا وجوة مصنوعة في الماضي رهان خاسر.